الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

خواطر حول الهوية والحرية

الحجاب والهوية والحرية

ما الذي قصده "الفنان" حين تمثلث المرأة المُحجبة في ذهنه بهذه الصورة وعلى هذا الشاكلة [1] ؟! هل هي مجرد صورة ذهنية لا تتعداها إلى البنى النفسية والثقافية والحقيقة الاجتماعية؟! إنّ المرأة المحجبة تظهر من خلال التمثال كأنّها امرأة خاويّة لا تحتوي مضموناً ولا تلفظ معنىً، فما وراء الحجاب واللباس إلا فراغ أسود تُطِل منه كفُّ يدٍ على استحياءٍ، وما الحجاب إلا غطاءٌ يخفي حقيقة الفراغ والتخلف، أو هو تخلف يَحُولُ بين المرأة وبين تحقيقها لذاتها وملئ فراغها وخواءها الثقافي والفكري. إنّي أدرك أنّ الفنان يهوديّاً ، ولكنّي التقيت في حياتي مسلمين كثر لا يبتعدون في خيالهم وتفكيرهم عن هذه الصورة الذهنية، وتُكرس عندهم هذه الصورة النمطية. إذاً الإشكالية لا تتوقف عند نظرة الآخر العقائدي للمرأة المسلمة المحجبة، بل تأخذ حيّزها في المجتمع المسلم على المستوى الفكري والثقافي.

والإشكالية من جهة آخرى تشير إلى ثنائيات خطيرة في حياتنا بحاجة للمقاربة الفكرية والمعالجة السلوكية، مثل الصراع بين الباطن والظاهر، وبين الجوهر والشكل، وبين حقيقتي الشخصية الداخلية ونظرة الناس إليّ. فهل الحل لهذه الإشكالية هي تبني الحرية المطلقة، التي يتجرد فيها الإنسان من أبعاده الباطنية وخفايا أسراره الغريزية والنفسية والثقافية، فيظهر أمام الملئ كما هي حقيقته وشخصيته بينه وبين سِرَّه؟ أمِ الحلُّ تنكره للحريّة والتطبع مطلقاً بالهوية ومعتقداتها وأنماط تعبيراتها. إذاً هل نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا الهوية وإمّا الحرية؟! إمّا أن تتمسك المرأة المسلمة بهويتها -والذي يمثل فيها الحجاب مرتكزاً أخلاقياً وثقافياً أساسياً بل حتى عقائدياً- فتُصادر حريّتها الفرديّة والنفسيّة والثقافيّة؟! أمّ أنّها تطلب حريّتها المطلقة وإن تنافرت وهويّتها العقائدية والثقافية؟ .

هل من طريق ثالث للمقاربة بين الهوية والحرية؟ بين الاعتزاز بالهَوية وتكريس قيمها الأصيلة وحتى شكلياتها التي لا تضر ولا تنفع، وبين تحقيق حرية الفرد والإنسان وتكريس شخصيته المميزة ومقوماتها الخاصة في الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي؟ هذا الثنائي المتمثل بالهوية والحرية من تلك الثنائيات المطلقة التي لا بد لعقل المسلم من مجابهتها في العصر الحديث وتحت وطأة الحداثة وما بعدها.

والمسألة هنا ليست مسألة فلسفية بقدر ما هي إشكالية نفسية وثقافية تؤثر على جوانب إنسانية متعددة، يمكنها أن تتجلى في سلوكياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية وحياتنا السياسية. فمن جهة يمكن لتأثيراتها النفسية أن تعيقنا عن التفكير بواقعنا ومشكلاته وحلولها بصورة ابداعية وواعية وإيجابية، فتنحرف بنا لمواقف متطرفة وتكفيرية وأيديولوجية مغلَّفة. ومن جهة آخرى، تعيقنا حالتنا النفسية من الإلتصاق بمجتمعنا وواقعنا فنطلب العزلة والأنانية والفردانية المتطرفة ونختزل أنفسنا بمصالحنا الذاتية الدنيوية.

معادلة الحسم بين الثنائيات

ولكن هل من معادلة نظرية يمكن تطبيقها لتجاوز هذه الثنائية ولحل هذا التناقض؟! على ما يبدو ليس هناك من يملك هذه المعادلة السحرية! وهذه حقيقة تنطبق على كافة الثنائيات التي اصطدمت بها حركات الإصلاح ومنظروها في الواقع الإسلامي، مثل الشورى والديمقراطية أو الأصالة والمعاصرة أو التقليد والحداثة أو الوحي والعقل أو الإيمان والعلم وغيرها، وقديماً الشريعة والحقيقة أو الحكمة والفلسفة وغيرها. ولعله يمكن للفكر أن يُرجِّح طرفاً من الثنائية على الطرف الآخر، بحيث يسوق الحجج والبراهين العلمية والمنطقية على صحة المفهوم الأول، أو انّه يبدع حالة توافقية بينهما أو تلفيقية. ولكنّه أبداً لن يحسم الصراع بين الثنائي.. ففي هذه الحالة يبقى الحسم داخل نخب ثقافية علمية لا تعكس بالضرورة خيارات المجتمع والأمة. إنّما الحسم من شروطه أنّ ينتهي في البنى الاجتماعية والثقافية للأمة.. بمعنى أنّ الممارسة العملية وسيرورة المجتمع وتطوره الذاتي من يحسم الصراع الثنائي ويحدد صورة الحسم وطبيعته.

فلنحاول بدايةً معالجة الهوية ومن ثم الحرية، وبعد ذلك نقرأ القرآن لنرى آيات الله في أنفسنا وفي الآفاق:

من أكون؟! من أنا؟!

سؤال يبدو سهلاً عابراً للوهلة الأولى! بالذات حين نقف لنُعَرِّف عن أنفسنا.. فيكون جوابنا عفويّاً: اسمي فلان ابن علان. وعندما نُلزَم العمقَ في التعبير عن أنفسنا، ويطلب منا التعريف بحقيتنا، تتلعثم الألسن ولا تفلح بايصال أبسط المعلومات عن حياتنا وشخصيتنا، كأنّا لا نعرف أنفسنا، ولسنا إلا غرباء عن ذاتنا وهويتنا الشخصية والعامة. هذا في سياق التعريف بأنفسنا كأفراد داخل مجموعات تعارف. فما بالك حين نريد أن نحدد هويتنا الكونية ( النفسية والعقائدية والثقافية والسياسية...إلخ).. كي نميزها ونمحصها في سياق علاقات التدافع والصراع والتعارف بين الأمم[2]. فإذا تلعثم اللسان في الأولى فكيف لا تغترب الذات عن الهوية في الثانية. وهذه أبسط العلاقات الجدلية التي تربط حالة الفرد النفسية والتربوية وحال الأمة ثقافياً وسياسياً. بمعنى قدرة الفرد على التعبير عن ذاته في أمّةٍ عاجزةٍ عن التعبير عن هويّتها، ومدى قدرته على إدراك حريّته وممارستها في سياق هويّة الأمّة وعقيدتها.

صبغة الله وكرامة الإنسان [3]

بعكس الطلاء لا بد للصبغة أن تتداخل في مسام القماش ومادته. فكأن الإيمان بالله وملة إبراهيم وما أنزل على الرسل هي الصبغة الإلهية التي تتغلغل في الجسد. الإيمان ليس صبغة من خارج الجسد ولكنّ الله جعلها في خلايا القلب موجودة فيه لحظة الخلق، صبغة موجودة بالفطرة. فكما أنّ الإيمان يمتزج بالقلوب كذا امتزاج الصبغ بالمصبوغ، وتبدو آثار الصبغ على المصبوغ. ويقال: تصبّغ فلانُ في الدين إذا أحسن دينه وتقيد بتعاليمه تقيداً تاماً. وقوله تعالى: "صبغة الله" بالنصب وورد مورد المصدر المؤكد لقوله على لسان المؤمنين "آمنا بالله.." فإنّه في معنى صبغنا الله بالإيمان. فوصف الإِيمان بأنّه صبغة الله، ليبين أنّ المباينة بين هذا الدين الذى اختاره الله وبين الدين الذى اختاره المبطلون ظاهرة جليّة، كما تظهر المباينة بين الألوان والأصباغ لذى الحس السليم.

"صبغة الله التي شاء لها أن تكون آخر رسالاته إلى البشر. لتقوم عليها وحدة إنسانية واسعة الآفاق، لا تعصب فيها ولا حقد، ولا أجناس فيها ولا ألوان. ونقف هنا عند سمة من سمات التعبير القرآني ذات الدلالة العميقة.. إنّ صدر هذه الآية من كلام الله التقريري: { صبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة. ونحن له عابدون }.. أمّا باقيها فهو من كلام المؤمنين. يلحقه السياق - بلا فاصل - بكلام الباريء سبحانه في السياق. وكله قرآن منزل. ولكنّ الشطر الأول حكاية عن قول الله، والشطر الثاني حكاية عن قول المؤمنين. وهو تشريف عظيم أن يلحق كلام المؤمنين بكلام الله في سياق واحد، بحكم الصلة الوثيقة بينهم وبين ربهم، وبحكم الاستقامة الواصلة بينه وبينهم. وأمثال هذا في القرآن كثير. وهو ذو مغزى كبير."[4]

وقول سيد الأخير يرشدنا لمفهوم كرامة الإنسان في ظلاله:

"ذلك وقد كرّم الله هذا المخلوق البشري على كثير من خلقه. كرمه بخلقته على تلك الهيئة، بهذه الفطرة التي تجمع بين الطين والنفخة، فتجمع بين الأرض والسماء في ذلك الكيان!

وكرّمه بالاستعدادات التي أودعها فطرته؛ والتي استأهل بها الخلافة في الأرض، يغير فيها ويبدل، وينتج فيها وينشئ، ويركب فيها ويحلل، ويبلغ بها الكمال المقدر للحياة.

وكرّمه بتسخير القوى الكونية له في الأرض وإمداده بعون القوى الكونية في الكواكب والأفلاك..

وكرّمه بذلك الاستقبال الفخم الذي استقبله به الوجود، وبذلك الموكب الذي تسجد فيه الملائكة ويعلن فيه الخالق جل شأنه تكريم هذا الإنسان!

وكرّمه بإعلان هذا التكريم كله في كتابه المنزل من الملأ الأعلى الباقي في الأرض.. القرآن..

(( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً )).

(وحملناهم في البر والبحر)والحمل في البر والبحر يتم بتسخير النواميس وجعلها موافقة لطبيعة الحياة الإنسانية، وما ركب فيها من استعدادات، ولو لم تكن هذه النواميس موافقة للطبيعة البشرية لما قامت الحياة الإنسانية، وهي ضعيفة ضئيلة بالقياس إلى العوامل الطبيعية في البر والبحر. ولكنّ الإنسان مزود بالقدرة على الحياة فيها، ومزود كذلك بالاستعدادات التي تمكنه من استخدامها. وكله من فضل الله.

(ورزقناهم من الطيبات).. والإنسان ينسى ما رزقه الله من الطيبات بطول الألفة فلا يذكر الكثير من هذه الطيبات التي رزقها إلا حين يحرمها. فعندئذ يعرف قيمة ما يستمتع به، ولكنه سرعان ما يعود فينسى.. هذه الشمس. هذا الهواء. هذا الماء. هذه الصحة. هذه القدرة على الحركة. هذه الحواس. هذا العقل.. هذه المطاعم والمشارب والمشاهد.. هذا الكون الطويل العريض الذي استخلف فيه، وفيه من الطيبات ما لا يحصيه.

(وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) فضلناهم بهذا الاستخلاف في ملك الأرض الطويل العريض. وبما ركب في فطرتهم من استعدادات تجعل المخلوق الإنساني فذاً بين الخلائق في ملك الله..

ومن التكريم أن يكون الإنسان قيّماً على نفسه، محتملاً تبعة اتجاهه وعمله. فهذه هي الصفة الأولى التي بها كان الإنسان إنساناً. حرية الاتجاه وفردية التبعة."[5]

"والفرق بين التفضيل والتكريم بالعموم والخصوص؛ فالتكريم منظور فيه إلى تكريمه في ذاته، والتفضيل منظور فيه إلى تشريفه فوق غيره، على أنه فضّله بالعقل الذي به استصلاح شؤونه ودفع الأضرار عنه وبأنواع المعارف والعلوم، هذا هو التفضيل المراد. "[6]

ملخص القول:

لقد عالج القرآن مسألة هويّة الإنسان بجعلها قوة باطنية نابعة من عقيدة وصفها بالصبغة. والصبغة كما فسّرها المفسرون هي الإيمان أو الإسلام أو الفطرة أو دين الله، وكأنّها تصبغ شرايين وأوردة وخلايا المؤمن كما يصبغ الصبغ شعيرات الصوف المتداخلة، فلا ينفك الصبغ عن المصبوغ كما ينفك الطلاء عن الحائط. وهذ ميزة الهوية التي تنبع من بواطن النفس ومكامنها. ولأن كرامة الإنسان التي كرسها القرآن تخرج من حقيقة إنسانيّته وآدميّته فلا تتعارض صبغة-هوية الإنسان مع كرامة-حرية الإنسان.. أو أنّ المفروض أن لا يحدث هذا التناقض والتصادم لولا أنّ الأصل قد حُرِّف أو استبدل.

والمرأة كالرجل حين تصبغ قلوبهم بالإيمان ويُكّشِفوا عن فطرتهم السليمة - المتجردة من العقد النفسية والثقافية المهترئة، والموروثات البالية التي لا تشكل إلا غشاوة على أبصارهم وبصائرهم- فلا ريب أنهم سيجدون كرامتهم وحريتهم تنسجم مع هذه الصبغة والهوية الأصيلة. وكما قضى الله تعالى أن يرينا آياته في الأنفس والآفاق فإنّه خير دليل على انسجام واتساق الباطن والظاهر والهوية والحرية والوحي والعقل والنفس والمجتمع.

وليس عبثاً أن رسالة الإسلام الوحيدة التي حُفِظت من خلال كتاب مسطور، متجاوزة شخصنة الدين(كالتثليث) أو توثين الدين(أحبارهم أرباباً). ومن ثم فالقرآن هو الوحي الذي عالج هذه الثنائيات والتناقضات بدءً بمخاطبة النفس وصَبغها بصبغة الله (ومن أحسن من الله صبغة) فتحققت العبودية وجُبِلت مع كرامة الإنسان ورفُعِت مقوماتَه الإنسانية فوق التراث والموروث. وهذه ميزة القرآن الأصيلة الربانية.

[1] التمثال أو المجسم موجود في جادة مأمن الله في القدس (מאמילא)... وهو مجمع تجاري قريب من باب الخليل في مدينة القدس. وهو واحد بين عشرات القطع "الفنية" تعرض على طول الجادة.

[2] قوله تعالى: "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..." (الحجرات:13).

[3] أنظر إلى تفسير الأية الكريمة:" صبغة الله. ومن أحسن من الله صبغة. ونحن له عابدون" (البقرة:138) – النص تحت هذا العنوان اقتباس أو تلخيص بتصرف من كتب التفسير: 1) محمد متولي الشعراوي: خواطر الشعراوي \ سيد قطب: في ظلال القرآن \ الطنطاوي: الوسيط في تفسير القرآن الكريم \ الطاهر بن عاشور: تفسير التحرير والتنوير.

[4] سيد قطب: في ظلال القرآن (الآيّة).

[5] في ظلال القرآن

[6] الطاهر بن عاشور: تفسير التحرير والتنوير

أسامة عباس

بيت المقدس

13 \ 10 \ 2009

هناك 9 تعليقات:

هنادي يقول...

مكان التمثال له دلالته كذلك حسب رأيي
ذلك أن المجمع التجاري في مأمن الله ترتاده في الغالب فئتان من النساء "المسلمات". الاولى: فئة ترفض الحجاب وتتباهى بتبنيها لأنماط الحياة الغربية وتأتي لتشبع رغباتها في ممارسة هذه الأنماط في ذلك المجمع التجاري، وتراها تتقن الدور وتقتني ما تفتقت عنه دور الأزياء أياً كان شكله ولونه وجماله، ليس رغبة في التستر أو الزينة (المأمور بها أصلاً )، وإنما رغبة في البروز ظاهرياً، فترى امرأة يفترض بها أنها مسلمة يعلو جسدها لباس غربيّ يقولون أنّه جميل، يتماشى مع خطوط الموضة العصرية، لتكشف من ورائه عن عقل تافه خاوي لا يعرف في قوانين الحياة شيئاً، ولا يرتبط بحضارته ولا بخيط رفيع، يل يتعالى عنها، وكأن من أنجب تلك الأنثى تربى في ربوع أوروبا أو أمريكا الشمالية.

أما النوع الثاني من النساء "المسلمات" اللواتي يقصدن هذا المجمع وغيره، فهن المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب ويلتزمن بظاهر تعاليم الإسلام، يأتين ليتبضعن كحاجة كل نساء العالم للتبضع،ولهن في ذلك الحق،
ولكن ما يعنينا هنا أنهن يشكلن غالباً النمط الممثل في التمثال المذكور.إذ غالباً ما تنحصر حياتهن في البيوت والاعراس والطبيخ، تأتي العازبة تبحث عن فستان تلبسه في العرس الفلاني لتعجب النساء فتٌخطب، وتأتي المتزوجة لتبحث عن ملابس لأبنائها للعيد، ومن ثم تعود إلى البيت لتطبخ وتنفخ، ومن ثم ربما تشاهد مسلسلاً مدبلجاً، أو تشرب القهوة مع الجارة وتتكلم عن هذه وتلك.وهكذا تكون دوائر هذا النمط منحصرة في الاستهلاك والتسوق والطبيخ والبيت والمسلسلات، وهو نمط لا يختلف عن النمط السابق إلا بأن الأخير يلبس قطعة قماش على الرأس والأول لا، وفي أحسن الأحوال، بأن الأول لا يمت للاسلام بصلة، والثاني يعترف بفضل الاسلام عليه.
وبين هذا النمط وذاك تضيع المسلمة التي تمثل النموذج الوسط، التي تعيش دينها ودنياها، التي يوجد في عقلها شيءٌ بجانب السوق والشكل الخارجي، التي ترى أن وراء الحجاب فهم ووعي وإدراك ومساهمة ، التي تؤمن أن عليها أن تكون من بناة الحضارة،ولا ترضى أن تكون في صف المستهلكين المتلقين فحسب.
هنادي قواسمي
المملكة المتحدة

مسلمة في بيت المقدس يقول...

حسنا بما أن الحديث يدور عن الهوية فقد كان الحجاب ومنذ الأزل هوية للمرأة المسلمة التي ترتديه, هوية لا يمكن اخفاءها وان لم يعرف بها اللسان. لم أر من قبل هذا التمثال إلا أنني الآن أراهه فعلا كما قلت وكما رايته أنت وأظن كما أراده الفنان الذي ابتدعه, وكأن به يقول هذه هي المرأة المسلمة خانعة لذلك اللباس الذي ما ان لبسته حتى يجعلها فارغة وطبعا بمعاييرهم هي تفرغ من الحرية وتحقيق الذات وما الى آخره من القيم المفرغة التي ما زالوا يفرغوا عقل المرأة بها أكثر وأكثر. لو انه سمع تلك المرأة الأجنبية التي قالت حين أسلمت:" when i covered my hair i open my mind". لعرف الحقيقة أكثر, لكنه برأيي ليس الملام, لأن هذه الصورة التي جسدها في تمثاله لم يستوحها من محض خياله فحسب انما مم رآه, وأقول ذلك مع آسفي الشديد ولكن كل مسلمة ترتدي الحجاب عن غير وعي وادراك ومسؤولية لحجابها, هي التي اعطت فرصة لمثل هؤلاء بتصويره على أنه الكاتم على أفواهنا وحرياتنا وعقولنا. انا لا اعطي هذا الحكم المطلق من رؤيتي لهذا التمثال فحسب ولكن الموضوع الذي طرح هنا جمع لي افكارا واقوال كنت قد سمعتها كثيرا من أشخاص يهود التقيت بهم يتحدثون بمثل هذا الاتجاه بل والمصيبة بأن البعض سمع من نساء مسلمات بأن الحجاب مفروض عليهن كعرف اجتماعي أو ديني وهن يرفضنه, باختصار يا أسامه مقالك يمكن أن يرفق بمقال آخر مكمل لهذه الفكرة, لم يعد الحجاب هوية واضحة بل تشوه هو الآخر بعدة هويات مشتته لا يوحدها الا شيء واحد وهو "غطاء الرأس". فمن المسؤول؟؟

أسامة عباس يقول...

أختي المسلمة

لقد أصبت الإشكالية.. إنّه السؤال من المسؤول؟ بمعنى أنه من المفترض أن جهة تأخذ المسؤولية على عاتقها في هذه المسألة الخطيرة، فقد حكمتنا لقرون ثقافة عدم تحمل المسؤولية نحن المسلمون، بل التهرب من المسؤولية. فهذا التسائل هو بداية طرح المشكلة وطرح حلول لها. فالسؤال يفترض بداية وجود مشكلة. ولكن لنخلص من مبدأ لا مواربة فيه: "لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"... فهذا الفنان وغيره ليس من يدلنا على مشاكلنا وأمراضنا.. ولكني سوقته لتسليط الضوء على الموضوع فقط. إذاً يجب علينا تحمل المسؤلية: الأخت المسلمة المحجبة الحقيقية يجب أن تتحمل المسؤلية\ أجهزة التربية الإسلامية في أمتنا يجب أن يتحملوا المسؤلية\ الأهل ومنهجهم التربوي\ الفقهاء والوعاظ والمشايخ\ يجب تصحيح معاني التدين وأساليب التدين وأنماط التدين ومناهج التربية ... كيف يمكن أن نجعل جملة هذه المرأة التي تدين أسلوب حياة وتفكير؟!
الحقيقة منذ زمن أردت الكتابة في الموضوع لأنه يأرقني! طبعا الإشكالية واضحة وساطعة عند الإناث والنساء.. ولكنها أيضاً تنتشر بين الرجال والذكور ولكن بصور وأبعاد آخرى.
في خلال عملي وحياتي في القدس.. شاهدت تلك الأنماط من الفتيات الذين يلقون غطاء الرأس في أي مناسبة تسنح لهم بعيد عن بيئتهم.. واللاتي يصرحون باكراههن على اللباس دينياً وعرفياً. لقد درّست فترة فتيات ونساء كانت أحداهن منقبة .. وحين تخرج للأحياء اليهودية تكشف عن وجهها!! الله أكبر

هل هذه هوية! أهكذا نحافظ على هويتنا.. بهذه التربية البدائية المتخلفة القبيحة.
لا حول ولا قوة إلا بالله

أسامة

أسامة

~¤ MaQdIsEa ¤~ يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

حذف تعليق من: وسط ..

Blogger ~¤ MaQdIsEa ¤~ يقول...

انا مع الاخوات
فالتمثال بما يحمله من دلالات ومعانٍ لم يأت من فراغ،انما هو انعكاس لصورة المراه المسلمة اليوم وهذه الفئه كرست هذا المفهوم بقصد او دونه ولكن لا شك ان لها دورا في ذلك ، هذا طبعا بغض الطرف عن ان الفنان يهودي، ولكنه واقع موجود لا يمكن نكرانه مسبباته كثيره ولكن بالنتيجة الحجاب اليوم انما هو عباره عن هوية فارغة خاوية من محتواها ، وحتى المسلمات المحجبات اللاتي قد وصلن لمرحلة من الوعي بماهية الهوية التي يحملنها الا انهن لليوم فئة غير مؤثره ولم تنجح للان بفرض وجودها واثباته كما يجب .

osama abas يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي الكريمات أعتقد أننا متفقون حول المشكلة الخطيرة بل المرض النفسي والثقافي والأخلاقي الذي يهيمن على حياتنا الشخصية والعامة نحن المسلمون.. ذكورا كنا أم إناثاً!. وهذا المرض ليس فردياً بقدر ما هو في بنية المجتمع ومركباته ويخترقه بكافة مستوياته!
لذلك أعتقد أن أحد الاسجابات لهذا التحدي الخطير أمامنا هو تشكيل حركة نسوية إسلامية واعية لمشاكلنا وخاصة أزمات الفتيات والنساء الأخلاقية والثقافية والفكرية. وهذه الحركة يجب أن تتكشل من أخوات واعيات مدراكات لحقيقة الإسلام وواقع المسلمين وتسعى للتجذر والتأثير في حياتنا كمسلمين.. وعدم ترك قضايا المرأة المسلمة بأيادي متطرفة ومتشددة ومنغلقة وبائدة من الرجال... وترك الساحة الثقافية والأهلية والفكرية لحركات نسوية مرتهنة فكرياً ومالياً وثقافياً لجهات ومؤسسات غربية.. أشاهدها كل يوم تنخر في جسدنا وتنحرف بهويتنا الأصيلة.
حان الوقت لأن تتحرك أخوات واعيات لأخذ درهن التاريخي والمصيري.
إذا لا مفر من حركة نسوية إسلامية مقاومة وقيادية ومؤثرة في حياتنا الإسلامية
وأدعو لأن يدعى لمؤتمر نسوي إسلامي يصاغ فيه "ميثاق المرأة المسلمة" يتصدى للتخلف الفكري والتربوي والثقافي الذاتي ويواجه الاستلاب التربوي والأخلاقي والثقافي الخارجي.
ميثاق يعيد للمرأة المسلمة هويتها الإسلامية الأصيلة ويلقي المروثات والعقد النفسية والثقافية في سلة مهملات التاريخ.. ويعيد لها حريتها التي لا يعبر عن معناها الحقيقي إلا وصف الكرامة والاصطفاء والخطاب الإيماني الذي كرسه القرآن في عقيدتنا وثقافتنا وفكرنا (يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)
أسامة

مسلمة في بيت المقدس يقول...

إذاً لنبدأ من الجامعة العبرية, "حركة الرسالة النسوية"
نساء نحو التغيير
ممنوع للرجال التدخل بتاتاً

osama abas يقول...

أختي المسلمة

على بركة الله

أنا أول المؤيدين... "بدون عضوية طبعاً" ... أو عضوية شرف لا أكثر

أنا أعتقد أن الأمر جدي .. وأعتقد أنّه مطلوب وسوف ينجح بين الطالبات في الجامعة.. ولكنكن بحاجة لدراسة الفكرة

Addison pf يقول...

الرابطة خلال مناقشة الخيارات الثنائية الإسلامية . وبالنظر إلى أن نفوذها تسود مجتمعنا ، من المهم أن نتذكر أن " ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ". حتما مشاعر عميقة بين هؤلاء الأفراد التفكير السياسه الذين يعيشون في الماضي ، وكثير منهم يفشلون في فهم النطاق الكامل ل خيارات الاسلامية الثنائية . حفظ كل هذا في الاعتبار، في هذا المقال سوف دراسة القضايا الرئيسية.1